سر السعادة بالأبناء

سر السعادة بالأبناء

سر السعادة بالأبناء
يقول الله تعالى :

( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) الكهف 46
فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا كما أخبرنا الله تعالى ومع ذلك نجد

كثيرا منا – نحن الآباء – لا يستشعر اللذة والمتعة والسعادة بنعمة الأبناء والتي

أكرمنا الله بها ولكشف سر السعادة المفقودة هذه تعالوا بنا نتعرف

على قصة كبير التجار وابنه الذي أراد أن يعلمه سر السعادة فأرسله لحكيم زمانه

ومشى الابن أربعين يوما حتى وصل لقصر على قمة جبل يسكن فيه الحكيم انتظر

ساعتين في طابور طويل حين واجه الحكيم نظر إليه وقال الوقت لا يتسع الآن قم بجولة داخل القصر

ثم عد إلي بعد ساعتين وأعطاه ملعقة فيها نقطتان من الزيت وأوصاه أن يمسك بها طيلة جولته دون أن

تنسكب ، وأخذ الفتى يصعد ويهبط ويتجول مثبتا عينيه على الملعقة ، وحين عاد سأله الحكيم : هل

رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ والحديقة الجميلة ؟ هل استوقفتك المجلدات الجميلة في

مكتبتي ؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا وكان همه ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة طلب

إليه الحكيم العودة مرة أخرى للقصر وعاد الفتى يتجول

منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران وشاهد الحديقة

والزهور الجميلة وعندما رجع كان قد شاهد

الأشياء ولكنه اكتشف أن قطرات الزيت قد انسكبت

وسر السعادة عزيزي المربي هو أن ترى روائع أبنائك

ولو كانت بسيطة وصغيرة وتستمتع بها ولا تفسدها

باهتمامك الزائد بهفواتهم وسقطاتهم فتسكب قطرات الزيت وتخسره وتفقد السعادة بالجميل من

سلوكيات أبنائك ، وعلى الآباء أن يعلنوا حالة من التقشف في التعليق على كل ما يفعله الأبناء وإلا

انفجرت الحياة وانقطعت أواصر الروابط وعلاقات المودة والمحبة بيننا وبين أبنائنا وأن نتحلى بخلق

التغافل الذي قال عنه الإمام أحمد عندما قيل له أهو تسعة أعشار العقل قال : بل هو العقل كله فالتغافل

خلق جميل نحتاجه مع أبنائنا وزوجاتنا لنسعد بالحياة معهم

وصدق أبو تمام حيث قال :

لـيـس الغبـي بسيـد في قومـه

لـكن سيـد قومـه المتغابــي

ويَقصِدُ بالتغابي أي ” التغافل” عن الصغائر فلا يجب أنْ نُعطي جَميـعَ الأُمورِ حَجماً أكبرَ مِنها , ولابُدَّ

مِن التَغاضي بتكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الفيس بوك

تعليق